الاثنين، 15 سبتمبر 2014

تحالف رباعي «روسي ـ مصري ـ إيراني ـ جزائري» لمواجهة نتائج مؤتمر باريس

تحالف رباعي «روسي ـ مصري ـ إيراني ـ جزائري» لمواجهة نتائج مؤتمر باريس

هذه هي تحفظات الجزائر حول مؤتمر باريس لمحاربة «داعش»


تسعى الجزائر إلى إقرار مبادرة دولية تضم: روسيا وإيران ودول أخرى، لفرض شروط خاصة على ما يسمى بـ «الحرب الكونية» ضد تنظيم «داعش». وحسب مصادر مطّلعة، ستنتهي مشاورات «روسية ـ جزائرية» وأخرى بين الجزائر ودول غربية، وأخرى «جزائرية ـ مصرية» بتقديم ورقة طريق وفرضها.

نقلت الجزائر، عبر قنوات دبلوماسي، تحفظاتها على نتائج متوقعة لمؤتمر باريس الذي  يتناول الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» أو ما يسمى «داعش». وكشفت مصادرنا أنّ أهمّ تحفظ جزائري على نتائج المؤتمر هو التحديد الجغرافي لنطاق الحرب في مسرح القتال الطبيعي المحدد، وهو العراق، وألاَّ تنتهي هذه الحرب بإسقاط أنظمة؛ إذ تحاول الجزائر تقديم  وجهة نظرها حول مؤتمر باريس الذي خصص  لمناقشة الحرب ضد «داعش». وتتخوّف الجزائر من مبدأين أساسيين، الأول هو  تحديد النطاق الجغرافي والزماني للحرب، والثاني ألاّ تنتهي الحرب ضد تنظيم البغدادي بإسقاط أنظمة كما وقع قبل أكثر من 10 سنوات عندما استغلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على الإرهاب لإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين. وتشير مصادرنا إلى أن مندوبا روسيا   سيتبنى تحفظات الدول الإقليمية الكبرى في المنطقة، وهي: مصر وإيران والجزائر حول نتائج مؤتمر باريس، وتقدم الجزائر مبادئها على أي تعاون مع التحالف الدولي  ضد الإرهاب. ويناقش المؤتمر توزيع المهام بين الدول فيما يتعلق بالتمويل وتعداد القوات ونطاق العمليات العسكرية والأمنية، كما يناقش المبادئ السياسية والاستراتيجية التي يقوم على أساسها التحاف الدولي الذي ترغب الولايات المتحدة الأمريكية تزّعمَه من أجل فرض سيطرتها، مجددا، على العالم الحرّ، وفرض شروطها لإدارة الصراع، وهو ما يثير تحفظ القوى الدولية الصاعدة، وهي الصين وروسيا التي ترى أنه في حالة انتهاء الحرب بالقضاء على «داعش»، فإن المستفيد الوحيد سيكون واشنطن، وهو ما يؤكد الفرضية التي تتحدث عن تواطؤ أمريكي لخلق ودعم «داعش» وتحويلها إلى قوة عسكرية، ثم القضاء عليها للسيطرة على مناطق نفوذ جديدة. ويرى متابعون أنّ الاهتمام الآن موجَّه إلى احتمال استغلال واشنطن أيَ تفويض دولي لمحاربة «داعش»، من أجل إسقاط النظام السوري، ودور تركيا العضو في الحلف الأطلسي وجارة سوريا والعراق التي تملك قاعدة عسكرية جوية هامة يمكن للأميركيين أن يشنوا منها هجمات على المتشددين في العراق، رغم أنّ أنقرة لا تزال ترفض أي مشاركة فاعلة في العمليات المسلحة، خوفا على 46 من رعاياها الذين لا يزالون رهائن لدى «داعش»، في الموصل شمالي العراق. كما تستضيف تركيا أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيها، أين يبقى التصدي لتنظيم «داعش» في سوريا أمرا مجهول الملامح.  يذكر أنّ مؤتمر باريس جمع حوالي 20 بلدا يمثل أغلبهم وزراء في المؤتمر الذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم. وأكّد المشاركون في المؤتمر الذّي افتتحه هولاند، أمس، على وحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته، واتخاذ جميع التدابير الضرورية والفعالة لمحاربة تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية التي تمثل خطرا يهدد جميع العراقيين.

ليست هناك تعليقات: