الخميس، 9 أكتوبر 2014

الجزائر ترفض طلب دول التّحالف إرسال طائرات للقتال في العراق

تعهّدت بدعم دول الجوار ضدّ الإرهاب دون تورّط عسكري خارج الحدود

الجزائر ترفض طلب دول التّحالف إرسال طائرات للقتال في العراق

 تعهّدت الجزائر للقوى الدولية الكبرى التي تحارب الإرهاب بتوفير كل أشكال الدعم اللّوجيستي والاستخباري لجيران الجزائر، في مواجهة احتمال تمدّد تنظيم  الدولة الإسلامية  إلى مناطق نفوذ جديدة،   فقد رفض الرئيس بوتفليقة إرسال طائرات للقتال في العراق، وأبلغت الجزائر دولا شاركت في اجتماع باريس حول محاربة ّ تنظيم الدولة الإسلامية  أنها لن ترسل طائرات للمشاركة في عمليات حربية ضد تنظيم  داعش ، رغم الإلحاح الأمريكي الفرنسي.
تبقى الجزائر محافظة على توازن مواقفها من قضية  الحرب الكونية الثانية  ضدّ الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وعلى تنظيم  الدولة الإسلامية ، وقالت مصادرنا إنّ الجزائر انضمت فعليا بمواقفها السياسية لمحور الممانعة المشكل من سوريا، إيران، الصين وروسيا، وفسّرت مصادرنا مواقف الجزائر بأنّها عقاب للتحالف الغربي الذي صنع الإرهاب في سوريا، كما رفضت الجزائر مدّ التحالف الدولي بالدعم  والعسكري، وأشارت أنّها قابلت طلبا فرنسيا أمريكيا لإرسال طائرات للقتال ضد تنظيم  الدولة الإسلامية  في العراق وسوريا بالرفض، وأضافت أنّ الجزائر تلقّت أكثر من طلب من حلفاء غربيين للمشاركة في الحملة الدولية ضد تنظيم  الدولة الإسلامية ، إلا أنها رفضت وشدّدت رسالتها بأن محاربة ّهذا التنظيم هو مهمة يمكن أن تضطلع بها الدول الإقليمية المعنية، وهي سوريا والعراق عبر دعمها بالوسائل القتالية، التي تمكنها من دحر الإرهاب وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، ويأتي الردّ الجزائري في وقت يرغب فيه التحالف الدولي المناهض لتنظيم  الدولة الإسلامية  في أن ترسل الجزائر 20 طائرة قاذفة إلى العراق للمشاركة في الحرب ضد  داعش ، بالإضافة إلى توفير طائرات نقل أسوة بدول الخليج، التي تشارك حاليا في الحملة الجوية، ويأتي الطلب الغربي بالإمداد الجوي بالنّظر إلى الضعف الذي تشتكي منه العراق في هذا الجانب، لكن وحسب سفير العراق بالجزائر، عدّي خير الدّين، الذّي صرّح لـ  المحور اليومي  في سؤالنا بخصوص إمكانية التّعاون بين الجزائر والعراق في موضوع الإسناد الجوّي، نفى ممثل الدبلوماسية العراقية في الجزائر أن تكون هناك أيّ رغبة من الجانبين في هذا الأمر، مبرّرا ذلك أنّ للجزائر أولويات أخرى في ملف مكافحة الإرهاب، جعلت المشاركة في الحرب ضدّ  داعش  العراق في مرتبة ثانوية، فضلا على أنّ الطيران الجزائري في مهمّة أكثر إلحاح، وهي استطلاع المنطقة الحدودية مع دول الميدان، خاصة وأنّ الكثير من هذه الدّول تشتكي ضعف كبيرا في التغطية الأمنية الجوّية، والتي تكاد تكون منعدمة، ما جعل مسؤولية الطيران الجوي الجزائري كبيرة في تأمين هذه المنطقة وتغطية الثغرات الأمنية، التي عجزت في أن تتولى مهمّتها دول الجوار المعنية. وأمام الصفعة الثانية التي تلقّتها دول التحالف التي تخوض  الحرب الكونية الثانية ضدّ الإرهاب، تحت شعار محاربة  داعش  هذه المرّة ، تلتزم الجزائر بأن تكون وفية لعهدها في مكافحة أي احتمال لتمدد الجماعات الإرهابية الدولية في الجزائر عن طريق تكثيف جهود محاربة الإرهاب، ودعم جيران الجزائر في تونس والساحل، من أجل القضاء على أي احتمال لتمدد الجماعات السلفية الجهادية إلى مناطق نفوذ جديدة في الساحل، وفي شمال إفريقيا، وهو ما أشارت إليه بوضوح الرسالة، التي وجّهها نائب وزير الدفاع، الفريق أحمد قايد صالح لمنتسبي الجيش الوطني الشعبي بمناسبة عيد الأضحى، والتي كانت بمثابة تأكيد التزام الجزائر بمحاربة الإرهاب داخل أراضيها وليس في الخارج، وأنّ مسؤولية محاربة الإرهاب الدولي منوطة بالمجتمع الدولي ككل وليس بدولة أو بمجموعة دول تحتكر القرار.