الاثنين، 6 أكتوبر 2014

طوارئ على الحـدود الجزائرية الليبـية

أمرت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري بوضع جميع القوات العاملة على الشريط الحدودي مع ليبيا محل تأهب دائم. ونقل مصدر عليم حسب صحيفة البلاد، أن قيادة الجيش أعلنت حالة الاستنفار القصوى في سلاح القوات الخاصة، والوحدات العسكرية العاملة في النواحي العسكرية الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة تحسّبا لصد أي عمل إرهابي قد يتزامن مع بداية التحضير لاحتضان جولات الحوار الوطني الليبي هذا الشهر في الجزائر.
وتمتد الحدود بين الجزائر وليبيا على مسافة ألف كيلومتر يرابط فيها آلاف الجنود، بالإضافة إلى قوات جوية كبيرة تعمل على منع تسلل الجماعات الجهادية ومنع تهريب السلاح عبر هذه الحدود.
وأفاد مصدر واسع الاطلاع بأن النواحي العسكرية الرابعة بورڤلة والخامسة بقسنطينة والسادسة بتمنراست تشهد منذ أيام، تعزيزات أمنية عسكرية غير مسبوقة في تعداد أفراد الجيش والعتاد الحربي والتواجد الأمني المنتظم استعدادا لصد أي اعتداء إرهابي مفترض قد يسبق النشاط الديبلوماسي المكثف الذي تقوده الجزائر لحلحلة الأزمة الليبية وجمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار الشامل.
بالموازاة مع التعزيزات البرية اللافتة التي تحركت نحو الحدود مع ليبيا والنيجر، قررت قيادة القوات الجوية تحويل عدد إضافي من الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية، وطائرات النقل العمودية إلى قواعد جوية في الجنوب في عملية مسح شاملة للمنطقة.
ونقلت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي طائرات عسكرية ضخمة ومعدات تابعة للقوات الخاصة إلى ولاية تمنراست، ووحدات من قوات التدخل الخاصة التابعة لمديرية الاستعلامات والأمن، وأعلنت وزارة الدفاع عن حالة الاستنفار من الدرجة الأولى في قواعد القوات الخاصة التابعة للجيش بما تعكسه العمليات النوعية التي نفذتها ضد المهربين والمجرمين مثلما كشفت عنه البيانات الإعلامية المتواترة لوزارة الدفاع الوطني.
وتابعت “البلاد” أن التعزيزات العسكرية الجديدة أملتها ظروف أمنية تشهدها المنطقة بالأخص على الحدود مع دولة مالي وليبيا، قاد إلى زيادة اليقظة من خلال مضاعفة عدد أفراد الجيش وتدعيم منظومة الدفاع هناك بتجهيزات عسكرية هامة للسيطرة على أي انفلات مفترض.
وترتكز الخطة الأمنية للتعامل مع الوضع المنفلت على الحدود الشرقية والجنوبية عموما على توجيه ضربات لأية سيارات رباعية الدفع قد تتحرك بالقرب من الحدود وترفض الانصياع للأوامر أو أي مجموعات إرهابية تحاول التسلل للأراضي الجزائرية، أو تقترب من المواقع الجزائرية في عمق الصحراء عموما.
ومن هذا المنطلق تمكن أفراد من قوات الجيش الوطني الشعبي مساء الخميس الماضي بعين ڤزام قرب الحدود الجزائرية النيجيرية من القضاء على خمسة مجرمين وجرح أربعة آخرين كلهم من جنسيات أجنبية. وأشار بيان وزارة الدفاع إلى أن “المجرمين المقضي عليهم والمجروحين جميعهم ينتمون إلى جنسيات أجنبية والجهات المختصة باشرت إجراءات التعرف على هوياتهم كما تم فتح تحقيق في الموضوع”.
وأرجع مراقبون إعلان حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية عموما وعلى التماس مع ليبيا خصوصا إلى حالة الاحتقان التي خفها فشل جلسة الحوار الأولى التي احتضنتها مدينة غدامس بجنوب غرب ليبيا برعاية من الأمم المتحدة في الـ29 سبتمبر الماضي حيث عارضت الجماعة المسلحة التي تطلق عل نفسها اسم (فجر ليبيا) - والتي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ 23 أوت الماضي - الحوار بين نواب مؤيدين ومعارضين، كما اعتبر مجلس “شورى ثوار بنغازي” أن “الحوار الوطني بغدامس لم يبن على أسس شرعية صحيحة بل هي دعوة ليتنازل صاحب الحق عن حقه والرضوخ لأهل الباطل والعفو عنهم دون عقاب والسماح لهم للعودة لطغيانهم تحت غطاء المصالحة الوطنية”.

ليست هناك تعليقات: