السبت، 10 يناير 2015

الجيش الجزائري و«دامس».. نحو معركة المواجهة

تشهد منطقة شمال إفريقيا وخاصة الجزائر خلال الفترة الراهنة مواجهات عنيفة، أكثر من أي وقت مضى على خلفية ظهور جماعات إرهابية متعددة، فسواء كان تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي أو “داعش” أو “أنصار الشريعة” فجميعهم يسعون لتحقيق هدف واحد هو زعزعة استقرار المنطقة واستخدامها كقاعدة لتجنيد الإرهابين وإن كان الهدف المعلن كما يزعمون هو إرساء «دولة الخلافة الإسلامية» ، ولمواجهة هذه الجماعات المسلحة بدأ الجيش الجزائري خلال الأيام القليلة الماضية عمليات التطهير ومكافحة التنظيمات الإرهابية وتفكيك قنوات الاتصال التي بدأت تتشكل بين تلك الجماعات وشبيهاتها خارج الجزائر.
 برز مؤخرا تنظيم “داعش”، والذي نشر الرعب والقلق في العراق كظاهرة جديدة للإرهاب أطلت برأسها على منطقة شمال إفريقيا، ليتم الإعلان عن إنشاء فرع جديد للتنظيم الإرهابي في شمال إفريقيا تحت مسمى «دامس»، اتخذ هذا الوضع بعدا جديدا مع ظهور مؤشرات مثيرة للقلق عن سعي التنظيم الإرهابي لجعل منطقة شمال إفريقيا قاعدة لتدريب وتجنيد للانتحاريين، يضاف إلى ماسبق أن تنظيم داعش هو الأكثر دموية وتطرفا على الإطلاق.
يأتى ذلك بعد إعلان تنظيم «جند الخلافة» مبايعة «داعش» في أغسطس الماضي، وبحسب معلومات عسكرية اخترق مسلحون تابعون لتنظيم داعش الجزائر عبر الحدود الليبية مما زاد قلق السلطات الأمنية والعسكرية ومخاوفها على الاستقرار الأمني في البلاد، وتعززت هذه المخاوف مع ورود أنباء عن عودة مقاتلين في صفوف “داعش” ينحدرون من منطقة المغرب العربي إلى بلدانهم الأصلية في إطار إستراتيجية توسيع دول الخلافة التي أعلن عنها التنظيم بزرع خلايا تابعة له في المنطقة.
خلال الأسبوع الجاري تمكنت الشرطة القضائية فى ولاية البليدة الجزائرية من إلقاء القبض على مجموعة إرهابية مكونة من عشرة أشخاص كانوا على صلة بالتنظيم الإرهابى “جند الخلافة” الموالي لتنظيم “داعش”، وبحسب مصادر محلية قالت «إن مجموعة من الشباب يقودهم رجل فى الستينات من العمر قاموا بتشكيل جماعة إرهابية تولت مهام التنسيق والتجنيد لصالح ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام”، مشيرة إلى أنهم التحقوا بطريقة سرية بجماعات تكفيرية لتلقى تدريبات وتوجيهات قتالية ولوجيستية قبل أن تتمكن عناصر الشرطة من إلقاء القبض على الرأس المدبر لهم.
نجحت قوات الأمن الجزائرية شهر ديسمبر من العام الماضي في تصفية أمير التنظيم بالجزائر “عبد المالك قوري” المعروف أيضا باسم “خالد أبو سليمان” المسؤول عن خطف وذبح السائح الفرنسي “إيرف جوردل” في سبتمبر الماضي، وخطفت جماعة “جند الخلافة” التي تعتبر فرع (داعش) في الجزائر، الفرنسي جوردل، الذي كان يستعد للقيام برحلة في المنطقة الجبلية، وبثت تسجيلاً مصورًا لذبحه كعقاب لفرنسا على العمليات العسكرية التي تقوم بها ضد تنظيم داعش في العراق.
يبدو أن التنظيم، أراد لهذه العمليّة أن تشكّل منعطفاً جديداً في مسار نشاط الجماعات الإرهابيّة في الجزائر، ومحاولة جديّة لتمدّد تنظيم “داعش” فعلياً إلى الجزائر، لا سيما وأن التنظيم الإرهابي أعلن الجزائر من ضمن خريطة الدول المشمولة بنشاطاته، والتي يشدّد التنظيم في بياناته وتسجيلات زعيمه أبو بكر البغدادي، على أنّ له فيها أتباعاً، ودعاهم في أكثر من مرّة، إلى تنفيذ عمليات إرهابيّة.
بعد انتهاء تلك العمليّة بشكل مأساوي، منذ ما يقارب الشهرين، اختفى التنظيم كلياً من المشهد الأمني، ويبدو أنه عجز عن القيام بأي تحرّك  ميداني أو استقطاب مجندين جدد، في مؤشّر أوّلي على اجتياز الجزائر الشوط الأكبر من مرحلة مكافحة الارهاب، بعد أن تمكّنت من القضاء على معظم المجموعات المسلحة، الناشطة في المشهد الأمني الجزائري.
يستفيد التنظيم المسلّح من جغرافيّة المنطقة وتعقيداتها القبليّة، التي تمتد إلى مالي والنيجر، كما تُعدّ منطقة شرقي الجزائر القريبة من الحدود مع تونس، أبرز مناطق نشاط الجماعات الإرهابيّة، مستفيدة من تواصلها مع المجموعات المسلّحة التونسيّة المتمركزة في جبل الشعانبي، على الحدود بين البلدين.

ليست هناك تعليقات: